رساله من 100 رساله

إلى الذين ضاعت حياتهم أو كادت تضيع ,
إلى الذين نسوا ربهم وظنوا انهم لا يعدون ,
إلى الذين عصوا وظنوا أنهم هنا خالدون ,
فأرتكبوا كل نقيصة ورزيلة وعصية ,
إليهم تلك الرسالة:

"انا اموت الآن ..ومن هؤلاء الذين أراهم ..ما هذه الوجوه السوداء المظلمة التى تحيط بى ؟!!

انهم ملائكة العذاب ..ثم أقبل ملك الموت ويااا لصعوبة منظره وهول مطلعه..

وإن لم يكن فى الموت سكرة إلا رؤية الوجه لكفى ..
فكيف وقد أخد ينتزع روحى انتزاعا من كل عرق ووريد ومفصل..

وها أنا ذا أعانى السكرات قطع الألم صوتى فلا استطيع الصراخ..
ولو أنى استطيع الحراك لجريت فى الصحارى والبرارى من شدة ما أجد..

فتمثل يا مغرور حالك كحالى الآن..!
تود لو تستريح بالأنين والصياح لكنك لا تقدر على ذلك من شدة الموت..

نزع الملك روحى انتزاعا شديدا دون رحمة ولا هوادة..

حتى أذا أخذها فى يده دعا عليها قائلا ((أيتها الروح الخبيثة إلى سخط وغضب من الله..))

فمن الذى يستطيع احتمال ذلك ومن الذى يصبر على غضب الله وسخطه حتى أذا صعدت الروح إلى السماء رفض الملائكة استقبالها..

وكانت كلما مرت بملأ منهم قالوا ما الروح الخبيثة من شدة نتنها وعظيم سوئتها..

ثم جاءت لحظة الوحدة والغربة..

وضعت فى قبرى متوفى ثم بدأ الأهل والأصحاب ينقضوا عنى ويغلقوا الابواب..

وانا اصرخ.............
واستغيث لا تتركونى هنا وحدى..

لكن صوتى لا يخرج ولا أحد يسمعنى ..

لم أرى شيئا وكيف أبصر وظلمة القبر ليس مثلها ظلمة..

هذا هو بيتى إلى أن تقوم الساعة هذا هو البيت الذى يحدثنى وأنا مازلت فى الدنيا كان ينادينى : انا بيت الغربة..انا بيت الدود...

لكننى لم أكن اسمع ..ساعتها تذكرت..كم كنت أسمع الآذان ولا احرك ساكنا..كم كان ينادينى ربى ولا استحى منه.

يا صديقى ..

قد فات زمنى وانتهى..وانت فى دنياك تحيا.. فهل حسبت لذلك اليوم حسابا .. وهل أعددت للسؤال جوابا..

يا أخى ..

إياك وطول الأمل ..وقلة العمل ..فأنك لا محال زائل..

وعلى ربك مقبل...فأعتبر

__________________