نصرالله رئيسا لحكومة لبنان[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عبد الرحمن الراشد
بقلم: عبد الرحمن الراشدلدي سببان أعتقد بموجبهما يستحق زعيم حزب الله، السيد حسن نصر الله، أن يتوج رئيسا للحكومة اللبنانية. أولا لأنه يختار بياناته الرسمية لتصادف توقيت تشكيل الحكومات أو مواسم الدولة الكبرى، بما يوحي للجميع أنه رئيس الحكومة الموازي، والثاني أن حكومة سعد الحريري التي شكلها أقرب ما تكون حكومة للمعارضة المهزومة منها إلى حكومة تيار 14 آذار الذي كسب الانتخابات.
الحريري حصل على لقب دولة الرئيس قبل أن يبلغ الأربعين من عمره، لكن هذا لا يجعلها حكومة الذين صوتوا له، وصوتوا لرفاقه في مظاهرة انتخابية باهرة.
في ثلاثين صفحة سجل السيد نصر الله رؤيته التي ألقاها في خطبة طويلة تحت عنوان «الوثيقة السياسية لحزب الله». وأول ما يخطر على بال من أنصت إليه أنها أكثر من رؤية حزب مسكون بقضية المقاومة فقط، بل برنامج عمل لكيفية حكم لبنان، وتقريبا حكم العالم، لأن فيها عشر صفحات يحاسب فيها السيد السياسة الأميركية على أفعالها في أنحاء العالم، منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم.
ولو تخطينا الصفحات العشر الدولية لوجب أن نعترف أن لقائد حزب الله الحق في أن يطرح رؤيته حيال لبنان سياسة وإدارة، كونه واحدا من الأعمدة العشرة في البلاد، وأكثر زعماء الطوائف تسليحا، مقارنة مثلا ببطرك الموارنة الذي حاله حال بابا الفاتيكان، كما وصفه الرئيس السوفياتي جوزيف ستالين يوم قيل له لماذا لا ترضي البابا وتسمح للكاثوليك بأن يصلوا في كنائسهم؟ رد ستالين: البابا؟ كم عند هذا البابا من كتيبة، وفي رواية كم عنده من دبابة؟!
السيد نصر الله ليس مثل البابا أو البطريرك، بل له ميليشيا أكبر من الجيش عددا، ويجلس على مخزن من الصواريخ والعتاد أكثر مما عند الدولة، ومن الطبيعي أن تكون كلمته أكثر أهمية من عظة يوم.
وقائد حزب الله جعلها واضحة باستحالة نزع السلاح من ميليشياته، واضعا قائمة طويلة من الواجبات التعجيزية في ما سماها «وظيفة الدفاع عن الأرض والشعب».
ومع أن إلغاء الطائفية يفترض أن يخدم الطائفة الشيعية أكثر من بقية الطوائف كونها الأكثر عددا، بحسب التقديرات المطروحة، إلا أنني أشك في رغبة حزب الله في إلغاء الطائفية، مثله مثل بقية قادة الطوائف الأخرى.
حزب الله نظريا يستفيد أكثر لو ألغي حكم المحاصصة وحل محله حكم أغلبية الأصوات، هذا من الناحية النظرية، لكن ليس وفق الحسابات الشخصية، وهذا ينطبق على كل الأحزاب. فالصوت الشيعي عندما يكون حرا قد لا يقر مفهوم المقاومة، وسيهتم بمن يمنحه وأولاده الخدمات الضرورية أكثر من إطلاق الصواريخ على الإسرائيليين.
ويعرف حزب الله أن الناخب الشيعي سينتقم من ممثليه في الانتخابات اللاحقة عندما يفشلون في تحقيق وعودهم له، وهو أمر لن يطيقه حزب يقوم على الأمر والنهي وقدسية الزعامة. الذي يخسر من إلغاء الطائفية السياسية هم قادة الأحزاب والدول الراغبة في إدارة الشأن اللبناني، وبالتالي مع مثل هذا الإجماع القيادي الداخلي والخارجي، فإن إلغاء الطائفية اللبنانية أصعب من تحرير فلسطين.